وقد ذكر العلامة الشبلي في هذا المقال أنه من الممكن أن يذكر في قائمة المجددين الإمام أبو حنيفة، والإمام الغزالي، والإمام الرازي، والشاه ولي الله الدهلوي، عند عدم ذكر الشرط الثالث للمجدد، لكن المصداق الحقيقي لمنصب التجديد هو الإمام ابن تيمية.
لفت هذا المقال أنظار الشباب إلى علوم شيخ الإسلام في أوساط الناطقين باللغة الأردية، فاشتاق الناس إليها. ثم جاء العلامة أبو الكلام آزاد الذي كان يشبه في منهجه وذكائه، وعبقريته شيخ الإسلام ابن تيمية، وكان يعتبر عميد الأدب الأردي، وإمام المسلمين في الهند، فكتب كتابات رائعة جدا في كتابه (التذكرة) الذي ألفه في أحوال أسرته، وأفاض فيه إفاضة عجيبة، ومدح شيخ الإسلام وتلميذه، فكانت بداية القرن العشرين الميلادي بداية مباركة؛ لتعميم هذه الدعوة المباركة في شبه القارة الهندية، فظهرت عدة كتب باللغة الأردية في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية، كما قام بعض أصحاب أبي الكلام آزاد وغيرهم من علماء أهل الحديث بنقل كتبه إلى اللغة الأردية.
ولما توطدت العلاقات العلمية الثقافية في الآونة الأخيرة بين مسلمي الهند وبين العالم الإسلامي، زاد الاهتمام بعلوم شيخ الإسلام ابن تيمية وأصحابه.
وكانت لجهود الجامعة السلفية لتعميم علوم شيخ الإسلام في شبه القارة الهندية، وفي العالم الإسلامي بعقد مؤتمر عالمي حول سيرته ودعوته ومآثره التجديدية، ثم طبع مؤلفاته وبحوثه، ونشر دراسات حوله في مجلاتها العربية والأردية أثر كبير في تقريب علوم شيخ الإسلام إلى محبيه.
وبعد هذه الكلمة المختصرة المتواضعة عن تطورات دعوة شيخ الإسلام وعلومه، ومعارفه في شبه القارة الهندية أثبت قائمة للمؤلفات والبحوث