وبين الشيخ عبد الحي اللكنوي مساجلة علمية حول هذا الموضوع.
ونرى من هؤلاء العلماء المحدث الكبير عبد الرحمن المباركفوري، والمحدث شمس الحق العظيم آبادي وغيرهما، كانوا ينقلون من كتب شيخ الإسلام وتلاميذه ابن القيم وابن كثير، والذهبي (١).
وينظر على سبيل المثال (عون المعبود في شرح أبي داود) وخاصة كتاب السنة منه، والفتاوى النذيرية (كتاب الإيمان والعقائد) إلا أن دعوة شيخ الإسلام ابن تيمية لم تنتشر انتشارا عاما لدى أهل الحديث، فضلا عن الطوائف الأخرى؛ لأسباب كثيرة يطول شرحها.
ثم لما كثر إقبال الناس على مؤلفات شيخ الإسلام وأصحابه في مصر، وتأثر بعلمائها المبرزين أمثال الأستاذ الإمام محمد عبده، والأستاذ الداعية محمد رشيد رضا وأصحابهما: عالمان جليلان من علماء الهند، وهما يعتبران من أساتذة الجيل، وهما العلامة الشبلي النعماني، والعلامة أبو الكلام آزاد، وكان لهما صيت طيب في الأوساط العلمية والدينية في شبه القارة الهندية، فكتب العلامة الشبلي النعماني مقالة قيمة في مجلة الندوة عام ١٩٠٨م، وأثنى على شيخ الإسلام ثناء بالغا حتى عده أكبر مجدد في تاريخ الإسلام، حيث قرر للمجددية ثلاثة شروط:
١ - أن يحدث المجدد انقلابا عظيما مفيدا في مجال المذهب أو العلم أو السياسة.
٢ - وأن يكون مجتهدا فيما يراه، ولا يكون مقلدا للآخرين.
٣ - وأن يكون ممن أوذي في سبيل دعوته، ولم يبال بحياته.
(١) انظر لترجمتها: جهود مخلصة في خدمة السنة المطهرة (١٢٥ - ١٣٠ - ١٤٦ - ط١).