للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والكتاب مفيد في الجملة، إلا أنه ركز على جانب السلوك والتصوف، وقد خصص فصلا لإثبات أن شيخ الإسلام (عارف بالله ومحقق): وزل قلمه كغيره في مسألة شد الرحال إلى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ونسب إلى شيخ الإسلام ما هو من قبيل الافتراء على لسان شيخ الإسلام نفسه.

قال الشيخ أبو الحسن: إن قضية صيانة عقيدة التوحيد، وسد ذرائع الشرك في التعظيم والتشبه بالأمم التي اتخذت قبور أنبيائها مساجد، قضية مسلمة لا تقبل نقاشا، ويؤيدها كل من فهم روح الدين، وتذوق الكتاب والسنة، ولكن المنع عن زيارة القبر النبوي الشريف بتاتا، والتشديد في ذلك، لا يخلو من شيء من المغالاة والتطرف، وإنما كان نتيجة ذكاء ابن تيمية المتوقد، وحسه المرهف، الذي يمثل لصاحبه أبعد الإمكانات، وأقبح الاحتمالات، وذلك لا يغطي فضائله الكثيرة، ومواقفه العظيمة في خدمة الإسلام والمسلمين، وبلوغه درجة الإمامة في علوم الدين، ولم يكن يستحق بذلك ما لقيه من نكران وجفاء، وبقاء في الحبس إلى أن فارق الدنيا) ("المؤلف" هامش ص١٠٨) من كتاب حياة شيخ الإسلام ابن تيمية ط. دار القلم عام ١٤٠١/ ١٩٨١م).

لعل الشيخ أبا الحسن اطلع على مثل هذا الكلام عند بعض الذين شنعوا على شيخ الإسلام لكونه يرى منع زيارة القبور، وهو لا يمنعها، وإنما يمنع شد الرحل من أجلها.