رتبته - لا يدل بحال من الأحوال على صحته عند ذلك المحدث، اللهم إلا الكتب التي اشترط مصنفوها الصحة.
وخشية من الوقوع في هذا الوهم، نبه أحد الكاتبين في أصول كتابة البحوث العلمية وتحقيق التراث، على أهمية بيان درجة الحديث حين الاستشهاد به، وخطر الاكتفاء بذكر مصدره فقال:(١).
" إن العبرة ليست في ذكر مصادر الحديث وتركها على رسلها، فليست هذه الغاية التي نرمي إليها. وإنما يجب أن تتجة الغاية إلى تبيان درجة الحديث من الصحة والسقم، حسب الأصول والقواعد المتبعة في علم مصطلح الحديث، ولا سيما في الكتب التاريخية، والأدبية، والعقائد، التي تكثر فيها الأحاديث الضعيفة والواهية والموضوعة، والتي لم يعتن مؤلفوها ببيان درجة صحتها أو سقمها، وقد أدى انتشار مثل هذه الكتب بين الناس إلى أن أصبح كثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة يدور على ألسنة الكثرة الكاثرة من الخطباء، والمدرسين، والمؤلفين. ويتلقاها عنهم أغلب الناس، فيعملون بها وبما يستفاد منها، فأصبحت تكون خطرا عظيما على أفكار الناس وعقائدهم وسلوكهم. . ".
ومصداقا لذلك فقد سمعت خطبة في أحد مساجد الشارقة، في شهر ربيع الأول من عام ١٤١٣هـ، أورد فيها الخطيب - وهو أستاذ فاضل - حديثا ذكر أنه قرأه في كتاب صبح الأعشى للقلقشندي فأعجبه، فأراد أن يعم هذا النفع إخوانه المصلين. ونص الحديث: عن جابر - رضي الله عنه - قال: «خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على العضباء فقال: يا أيها الناس كأن
(١) ضبط النص والتعليق عليه ٢٥، للدكتور بشار عواد معروف.