للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد وضح دلالة هذا الحديث الإمام الشافعي - رحمه الله - في قوله:

وعالم بعلمه لم يعلمن ... معذب من قبل عابد الوثن

كذاك من بغير علم يعمل ... أعماله مردودة لا تقبل

لكن العلماء الربانيين، هم من أخذ العلم بحقه، وأدى حقه عليه، وحق العلم: الإخلاص والصدق في الأخذ، والنية المخلصة، والحرص على أدائه عملا بعد الفهم، وبذله نصحا وتعليما بعد الاحتساب، والاهتمام به توجيها وإرشادا بعد إدراك حاجة الناس، وتلمس مداخله في المجتمع. وما ذلك إلا أن العالم الناصح كالطبيب المخلص في عمله، كل منها ديدنه نفع الناس، وبذل ما وهبه الله لإفادتهم. . ويرفع من قدر كل منهما الصدق مع الله وطلب الأجر والعون منه سبحانه.

وكل من العالم الشرعي، والطبيب البشري، له هدف وغاية محسوسة وظاهرة، ويترقب أجرا من الله مدخرا، بصدقه وبذله، وبنيته الخالصة لله سبحانه.