للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأنف، ناتئ الجبهة، أزج الحواجب، أقرنهما غير واسع العينين، في أوائل العقد السابع من العمر، وقد خط الشيب فوديه ولحيته، وهو دائب الحركة، خفيف نشط، وتبدو في ملامحه أمارات الرضا والغبطة.

وعن تواضعه قال: وقد تحدث إلينا فقال: إنه مع شيبته كان لا يستنكف في تلقي دروس الحساب والخط مع صغار التلاميذ في مدرسة الأستاذ إبراهيم حلواني في مكة المشرفة. (١).

ومثلما ارتسمت ملامحه لدى محرر مجلة المنهل، فكذلك نجد جوانب أخرى من صفاته لدى الكاتبين عنه، وكلهم ممن عرفه عن كثب. .

فالشيخ عبد الله البسام قد أجمل صفاته بقوله: وكان آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، يصدع بالحق ولا تأخذه في الله لومة لائم، وكان يتجول في أسواق عنيزة وشوارعها لهذه الغاية، فلا يرى متخلفا عن الجماعة في المسجد، أو امرأة لابسة شيئا من زينتها، إلا علاه بعصاه، وزجره بلسانه، حتى صار له هيبة وسطوة، يحذره منها الكسالى والمتهاونون، وفي عدة مرات يفتح مكتبا لتعليم الأطفال القرآن الكريم، والكتابة والحساب مجانا لوجه الله تعالى، كما يوجه الكبار منهم إلى مبادئ العلوم، وأنا كنت من الأطفال الصغار الذين دخلوا في كتابه - رحمه الله تعالى - فكان لا يأذن لنا بالخروج حتى نؤدي الصلاة في أوقاتها، وهو يلاحظنا عن اللعب في الصلاة، ثم يخرج بعد ذلك لأداء الصلاة في المسجد. (٢).

أما الشيخ محمد القاضي في ترجمته لحياته، فقد وصفه بصفات عديدة، منها قوله: العالم الجليل، والمرشد المصلح النبيل، الصادع بكلمة الحق، الورع الزاهد.


(١) مجلة المنهل: انظر مخطوطته عن الشيخ القرعاوي (ص١٨٥ - ١٨٦).
(٢) انظر كتابه: علماء نجد خلال ستة قرون (٢: ٦٣١ - ٦٣٢).