كما وصفه برخامة الصوت، والتجويد لكتاب الله، والبر بوالدته، وحب الإصلاح بين الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي عام ١٣٨٦هـ فقد بصره، وضعفت قواه، وأرهقته الشيخوخة (١).
ولعل أوسع من تناول صفات الشيخ عبد الله القرعاوي بالتفصيل تلميذه موسى السهلي، فقد تحدث في مؤلفه عنه أكثر مما تحدث من ألف قبله، حيث جمع بين النقل عن المصادر التي اطلع عليها، والمعاصرة للشيخ باعتباره من أخص تلاميذه الأوائل الملازمين له، فكان له مع مخالطة الشيخ عن كثب ومعرفة الشيء الكثير عن طبيعة نفسه، مجال للأخذ منه مشافهة، مع الاطلاع على أمور دقيقة، من حركاته وسكناته، ولكون الشيخ موسى من خواص أوائل طلاب الشيخ القرعاوي، الذين يصاحبهم في التنقل في المنطقة: دعوة وتدريسا، ومعلوم أن السفر من الأوضاع التي تبرز فيها بواطن النفس، وخصائص الأعمال؛ لأن الإنسان ينطلق على سجيته، ولذا نرى الشيخ موسى، قد وزع ملامح الشيخ القرعاوي وسماته إلى ثلاث حالات، حيث قال:
صفاته الخلقية: رحم الله الشيخ القرعاوي، فقد جمع الله له من الصفات الخلقية، ما جعله أهلا للدعوة إلى الله، والقيام بالتعليم في هذه البلاد وفي غيرها. فقد كان - رحمه الله - ربعة بين الرجال، عريض المنكين، قوي البنية، أصفر اللون، مستطيل الوجه، أقنى الأنف، كث اللحية، خفيف العارضين، ناتئ الجبهة، أزج الحاجبين أقرنهما، ضيق العينين، ولم يكن حاد البصر، لرمد أصابة وأحدث في عينيه بياضا، جهوري الصوت، وقورا، له هيبة
(١) راجع روضة الناظرين ضمن ترجمة الشيخ (٢: ٤٠ - ٤٢).