للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكان - رحمه الله - عالما بهذه الفنون، عاملا بما علم، ويحفظ كتاب الله عن ظهر قلب، وبعد مضي سنتين بالهند رجع إلى الرياض، في شهر رمضان عام ١٣٥٧هـ (١).

أما الشيخ موسى السهلي، فقد أفاض في مؤلفه: عن طلب الشيخ القرعاوي للعلم، بحيث استغرق منه قرابة خمس صفحات، لم يخرج ما فيها عما جاء عند الشيخين: عبد الله البسام ومحمد القاضي، إلا أنه زاد في شيوخه تاسعا؛ هو الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ بالرياض، وأورد إجازة الشيخ أحمد الله بن أمير القرشي مدير المدرسة الرحمانية السلفية بدلهي، التي بين فيها أهلية القرعاوي العلمية، وفضله ومكانته بين العلماء، وذكر فيها أسماء الكتب التي درسها عليه، وأجازه بتدريسها (٢).

كما عرض عليه المسئول بالمدرسة الإقامة عندهم، ليكون مديرا في مدرسة هناك، ويلقي ثلاثة دروس عربية، فوافق مبدئيا إلا أنه ما لبث أن اختلف معهم في الرأى، فاستسمح منهم وعاد إلى نجد، ونزل مدينة الرياض (٣).

ومن هذا الاستعراض لمن كتب عن طلب العلم للشيخ القرعاوي ندرك أن رواياتهم تباينت، وأن لدى بعضهم ما يغاير الآخر في الرصد التاريخي، وعن أماكن طلب العلم، وعن عدد شيوخه: اسما ومكانا، ومدة المكث في بعض الجهات لطلب العلم. . إلى غير ذلك.

كما يبرز سبب تطوافه البلدان، في حرصه على طلب العلم الشرعي، واهتمامه بالعقيدة السليمة؛ لأنه يبحث عن بغية رسمها لنفسه بنيه صادقة، ومع هذا فلم يعزب عن باله المهمة الأساسية التي صوب جهده نحوها، منذ


(١) انظر مخطوطته هذه (ص ١٠ - ١١).
(٢) راجع نص هذه الإجازة مع صورتها في ملحق كتابه عن الشيخ القرعاوي ودعوته.
(٣) راجع نص هذه الإجازة مع صورتها في ملحق كتابه عن الشيخ القرعاوي ودعوته (ص ١٦ - ٢١).