وصدقهم نتيجة، وذلك بتفتح السبل، وتذليل الصعاب، وسرعة النتائج، مع القبول في قلوب الناس في منطقة واسعة امتدت من مكة وجدة، حتى وسط اليمن وجنوبه، من الجهة الجنوبية: سهولا وجبالا.
وقد كان دأبه في كل مكان طوف به: مسقط رأسه عنيزة وغيرها، حب التعليم، والحرص على إزالة المنكرات، دعوة لله وترغيبا في الخير، وإنكارا للمنكر بصدق وإخلاص، ولم يثن عزمه الفقر أو قلة ما في اليد.
إلا أن أفق الدعوة اتسع أمامه مع مطلع ١٣٥٨ هـ عندما أبلغ شيخه: الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله، برغبته في الدعوة إلى الله في المنطقة الجنوبية، وطلب منه النصح والتوجيه، بعدما سمع عما في أهلها من جهل، وما هم واقعون فيه من شرك، وتبرك بالأولياء وقبور الصالحين لعدم وجود الداعية المخلص الموحد، فوقع في قلب الشيخ القرعاوي حب الدعوة إلى الله في تلك المنطقة، ومكن ذلك تلك الرؤيا التي حفزته للإسراع بالمهمة، فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وهو يشير بيده الشريفة عليه، بأن يتوجه إلى الجنوب (١)، فاتجه من يومه إلى جدة ومنها بحرا إلى جازان.
وندعه يتحدث عن ذلك فيقول: وفي اليوم العشرين من صفر توجهت لجازان، وأخذت منه بضاعة، وتوجهت لسامطة، ثم تجولت بجهات سامطة، ونزلت دكانا في نفس سامطة، ووضعت فيه البضاعة التي معي، وأول أمر بدأت به وأنا في الدكان تعليم القرآن الكريم، وثلاثة الأصول، والأربعين النووية، والتجويد والفرائض وآداب المشي إلى الصلاة، كان ذلك في ٢١ ربيع الأول عام ١٣٥٨هـ فكان هذا الدكان
(١) انظر كتاب: (الشيخ القرعاوي ودعوته في الجنوب) للشيخ موسى السهلي (ص ٢٠ - ٢١).