للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذلك ببذره في الناس، ونفع الآخرين به، ولذلك وسيلة يؤدى بها، وهي الإخلاص والصبر، والتحمل في سبيله، كما أن له نتيجة مرتقبة، هي احتساب الأجر عند الله، وبروز الأثر فيمن يقدم له العلم.

وعلمنا الذي نترجم له قد خطا خطوات لا يبلغها فحول العلماء، ونفع الله به، حيث بقي أثره خالدا في المنطقة التي اتجه إليها وخارجها، كما ظهرت آثاره جلية في تلاميذه الذين تزايد عددهم في جازان وغيرها.

أما قول القاضي: والقرعاوي وإن لم تكن معلوماته واسعة، فقد خطا خطوات لا يبلغها فحول العلماء، ممن نفعهم قاصر (١) فيقال حياله:

- إن الفترة الزمنية القصيرة في طلب العلم بالهند، أهلته لأخذ أمهات كتب الحديث وغيرها.

- وإن ما برز في تلميذه الشيخ حافظ حكمي الذي لم يجلس لطلب العلم عند أحد غير الشيخ القرعاوي، ومع هذا يعتبر نابغة الجنوب وعالمها، وظهر أثر هذا في مؤلفاته في العقيدة والأصول والحديث والفقه وغيرها.

- وإن ما عرف عن المكانة العلمية لكثير من طلاب الشيخ القرعاوي الذين عملوا في القضاء وفي التدريس وفي الدعوة. ممن توفي أو بقي على قيد الحياة.

- وإن كثرة شيوخه رحمه الله وحرصه على التنقل للأخذ من العلماء البارزين في داخل المملكة وخارجها. كل هذا وغيره يدل على أن معلومات الشيخ القرعاوي واسعة، وليست قاصرة كما قيل.

ذلك أن الشيخ القرعاوي امتداد لعمل الأفذاذ من علماء الإسلام قديما وحديثا، وهو من القلة الذين جعل الله في علمهم بركة، وفي إخلاصهم


(١) روضة الناظرين (٢: ٤٣).