للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة (١)» أي أحصاها اعتقادا وقولا وعملا ومحافظة على حرمتها ومقتضاها.

وقد أمر الله بالبلاغ والدعوة إلى الإسلام، وبين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم قولا وعملا، فكان يخطب في أصحابه رضي الله عنهم ويتعاهدهم بالمواعظ والتذكير، ويكتب الرسائل إلى الملوك والرؤساء ويغشى الكفار في نواديهم ومجالسهم ليبلغهم دين الإسلام، ولم يعرف عنه أنه كتب سورة من القرآن أو آية منه أو حديثا له أو أسماء الله تعالى على لوحات أو أطباق لتعلق على الجدران أو في الممرات من أجل الزينة أو التبرك أو لتكون وسيلة للتذكير والبلاغ أو للعظة والاعتبار، ودرج على هديه في ذلك الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة رضي الله عنهم، وتبعهم في هذا أئمة الهدى من السلف الصالح الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون من بعده رضي الله عنهم، فلم يكونوا يكتبون شيئا من القرآن ولا الأحاديث النبوية الصحيحة ولا أسماء الله الحسنى على ألواح أو على أطباق أو أقمشة ليعلقوها على الجدران للزينة، أو التذكير والاعتبار بعد أن انتشر الإسلام، واتسعت رقعته، وعمت الثقافة الإسلامية البلاد والأقطار وكثر الكتاب وتيسرت وسائل كثيرة متنوعة للإعلام، كما لم يفعلوا ذلك من قبل وهم أفهم للإسلام ومقاصده وأحرص على نشره وإبلاغه، ولو كان ذلك مشروعا لدلنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأرشدنا إليه ولعمل به أصحابه واستغله أئمة الهدى بعدهم رضي الله عنهم.

وعلى هذا فكتابة شيء من القرآن، أو الأحاديث النبوية، أو أسماء الله الحسنى على ألواح وأطباق أو نحوها لتعلق للزينة أو التذكير أو الاعتبار، أو لتتخذ وسيلة لترويج التجارة ونفاق البضاعة وإغراء الناس


(١) الترمذي برقم ٣٥٠٧، وقال هذا حديث غريب، وابن حبان في صحيحه برقم ٢٣٨٤، والحاكم في المستدرك ١/ ١٦، والبيهقي في السنن ١٠/ ٢٧، انظر فتح الباري ١١/ ٢١٥.