للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شفاء في الصدور من أمراض الشرك والانحراف عن الحق، وليهتدي به الناس في عبادتهم ومعاملاتهم، وليرحم سبحانه به المؤمنين الذين يتلونه حق تلاوته ويسترشدون به في جميع شؤونهم ويأخذون أنفسهم بالعمل به في كل أحوالهم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} (١) وقال: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} (٢) وقال:

{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} (٣). كما أن الأحاديث النبوية الصحيحة جاءت بيانا للقرآن، وهداية للناس، وتفصيلا للأحكام، ليسترشد بها الناس في فهم كتاب الله تعالى ويتدبروا آياته ولعلهم يتفكرون، قال الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (٤) وقال: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} (٥) وسمى تعالى نفسه بالأسماء الحسنى ليعرف عباده بنفسه فيثبتوها له ويؤمنوا بما دلت عليه من الكمال والجلال ويثنوا عليه الثناء الجميل، ويدعوه بها في السراء والضراء خوفا ورجاء، ويحصوها عقيدة وعملا، ويحافظوا عليها لفظا ومعنى فلا يلحدوا ولا يميلوا بها عما قصد منها، قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (٦) وقال صلى الله عليه وسلم:


(١) سورة يونس الآية ٥٧
(٢) سورة الإسراء الآية ٨٢
(٣) سورة فصلت الآية ٤٤
(٤) سورة النحل الآية ٤٤
(٥) سورة النساء الآية ١٠٥
(٦) سورة الأعراف الآية ١٨٠