للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجدار فنظروا فإذا هم قردة. (١).

ومن هذا نعلم أن الناهين عن المنكر نجوا من العذاب بنص القرآن، أما الظلمة والعتاة فقرر النص القرآني لهم سوء العاقبة والمآل، مما يدل على وجوب إنكار المنكر وعدم التهاون فيه.

٦ - عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان (٢)»

ففي هذا الحديث دلالة على وجوب إنكار المنكر بحسب القدرة عليه. قال ابن مسعود: (هلك من لم يعرف بقلبه المعروف والمنكر)، يشير إلى أن معرفة المعروف والمنكر بالقلب فرض لا يسقط عن أحد فمن لم يعرفه هلك.

وعن العرس بن عميرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها (٣)»

؛ لأن الرضا بالخطايا من أقبح المحرمات (٤).

٧ - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

«إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل


(١) انظر الجامع لأحكام القرآن، ج١ ص ٤٤٠.
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، صحيح مسلم بشرح النووي، ج ٢ ص ٢٢، والتزمذي في الجامع الصحيح ٤/ ٤٦٩، والنسائي في سننه بشرح السيوطي، ٨/ ١١١، وأخرجه أحمد في مسنده، ج٣ ص٢٠، ٤٩.
(٣) أخرجه أبو داود في كتاب الملاحم باب الأمر والنهي، عون المعبود، ج١١ ص ٥٠٠، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير، حديث رقم ٣٤٥، ج ١٧ ص١٣٩، وإسناده حسن.
(٤) انظر جامع العلوم والحكم، ص ٢٨١، ٢٨٢.