للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيقول: يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض " ثم قال: إلى قوله، ثم قال: "كلا والله، لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يدي العلم، ولتأطرنه على الحق أطرا، ولتقصرنه على الحق قصرا (٤)»، وفي رواية: «أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعنكم كما لعنهم (٥)»

ففي هذا الحديث دلالة على وجوب رد الناس إلى الحق وإلزامهم إياه، وحبسهم عليه، ومخالفة ذلك تؤول إلى ضرب القلوب بعضها على بعض، واستحقاق اللعن، وهذا بسبب ارتكاب المعاصي، مما يدل على أن عدم إنكار المنكر معصية، وفعل المعصية حرام.

٨ - عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن أن


(١) أخرجه أبو داود في كتاب الملاحم باب الأمر والنهي، عون المعبود، ج ١١ ص ٤٨٨، وأخرجه الترمذي في كتاب تفسير القرآن، باب سورة المائدة، وقال: (حسن غريب)، وذكر أن بعضهم رواه عن أبي عبيدة مرسلا، الجامع الصحيح، ج ٥ ص ٢٥٢ قال المنذري: (وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه فهو منقطع)، عون المعبود، ج ١١ ص ٤٨٨، وأخرجه ابن ماجه في كتاب الفتن باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سنن ابن ماجه، ج ٢ ص ١٣٢٧، قال الهيثمي: (رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح)، مجمع الزوائد، ج٧ ص ٢٦٩.
(٢) سورة المائدة الآية ٧٨ (١) {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ}
(٣) سورة المائدة الآية ٨١ (٢) {فَاسِقُونْ}
(٤) أصل الأطر العطف والتثني ومعناه: رده إلى الحق، عون المعبود ١١/ ٤٨٨. (٣)
(٥) لأبي داود، عون المعبود، ١١/ ٤٨٨.