للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٠ - عن عدي بن عميرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله عز وجل لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه، فإذا فعلوا ذلك عذب الله العامة والخاصة (١)».

ولأبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا خفيت الخطيئة لم تضر إلا صاحبها وإذا ظهرت فلم تغير ضرت العامة (٢)»

وفي رواية لأم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب من عنده فقلت: يا رسول الله، أما فيهم الصالحون؟ قال: "بلى قلت: فكيف يصنع بأولئك؟) قال: "يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان (٣)».

ففي هذه النصوص دلالة على أن المعاصي إذا ظهرت وشاعت ولم تنكر، عم ضررها عامة الناس وخاصتهم، وهذا أمر مشاهد في عصرنا الحاضر، فشيوع الزنا في بعض المجتمعات أدت أضراره إلى إصابة غير الزناة حيث انتقلت أمراضه إليهم عن طريق نقل الدم أو وسائل النقل الأخرى، وقد تكون العقوبة غير ذلك مما يشاء الله من الأمراض، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا معشر


(١) أخرجه أحمد من طريقين، وأخرجه الطبراني وفيه رجل لم يسم، وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات، وأخرج نحوه الطبراني عن العرس بن عميرة ورجاله ثقات، مجمع الزوائد، ج ٧ ص ٢٦٧ - ٢٦٨.
(٢) أخرجه الطبراني في الأوسط وفيه مروان بن سالم الفقاري وهو متروك، مجمع الزوائد، ج ٧ ص ٢٦٧.
(٣) أخرجه أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح، مجمع الزوائد ٧/ ٢٦٨.