للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على الأمراء باليد لما يترتب عليه وقوع ما هو أعظم منه) (١).

قال الشنقيطي: (ويشترط في وجوبه مظنة النفع به، فإن جزم بعدم الفائدة فيه لم يجب، كما يدل عليه ظاهر قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} (٢) وقوله صلى الله عليه وسلم عن أبي ثعلبة الخشني: «بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه؛ فعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العوام فإن من ورائكم أياما الصابر فيها كالقابض على الجمر للعامل فيهن أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم (٣)» وفي لفظ: قيل «يا رسول الله أجر خمسين رجل منا أو منهم؟ قال: "بل أجر خمسين منكم (٤)». فهذه الصفات في الحديث: الشح المطاع، والهوى المتبع. . . إلخ، مظنة لعدم نفع الأمر بالمعروف، فدل الحديث على أنه إن عدمت فائدته سقط وجوبه (٥).

وعلى المنكر أن ينظر للمصالح المترتبة على إنكاره، فإذا كان المنكر الذي يريد إنكاره سيخلفه شر منه فيحرم عليه الإنكار.

فإذا رأيت أهل الفجور والفسوق يلعبون بالشطرنج كان إنكارك


(١) انظر كتاب الإمارة باب: وجوب الإنكار على الأمراء فيما يخالف الشرع، صحيح مسلم شرح النووي، ج ١٢ ص٢٤٣.
(٢) سورة الأعلى الآية ٩
(٣) سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٠٥٨)، سنن ابن ماجه الفتن (٤٠١٤).
(٤) أخرجه أبو داود في كتاب الملاحم باب الأمر والنهي، عون المعبود ج١١ ص٤٩٤، وابن ماجه في كتاب الفتن باب قوله تعالى: أيها الذين آمنوا عيكم أنفسكم .. ، سنن ابن ماجه، ج٢ ص ١٣٣٠، والترمذي في كتاب تفسير القرآن سورة المائدة، وقال: (حديث حس غريب)، الجامع الصحيح، ج ٥ ص ٢٥٧.
(٥) أضواء البيان، ج ٢ ص ١٧٥.