للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣ - أن الخلط بين ما يجوز فيه الاجتهاد، وما لا يجوز فيه الاجتهاد في أولويات الدعوة، أدى إلى الخلاف والشقاق بين الدعاة، وهو ما نرى أثره في تفرق الأمة إلى أحزاب، وفرق، وانتماءات، وولاءات، سببها - في غالب الأحيان- الخلاف حول أولويات الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.

٤ - أن المنهج الذي تلتقي عليه. الأمة، لتكون حقا (أمة واحدة) هو منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، الذين كانوا يتلقون هذا المنهج بوحي من الله سبحانه، لا باجتهاد بشري. ولذلك أمر محمد صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهم: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} (١) وقال عن محمد صلى الله عليه وسلم: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} (٢) {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (٣)

ولكي نقرر في هذا المبحث نتيجة دعوية، تكون ذات قبول من الجميع، فإننا لن نتجاوز نصوص القرآن الكريم التي روت لنا دعوة الأنبياء عليهم السلام، وبعض الأحاديث الصحيحة الثابتة عن دعوته صلى الله عليه وسلم. وبخاصة وأن القضية ذات أساس مكين في الدعوة، تمس أولوياتها وتنسب إلى الأنبياء عليهم السلام، داعين الإخوة الدعاة في كل مكان إلى هذه الأولويات، لتكون جزءا رئيسا في منهج الدعوة، الذي لا يتأثر بالزمان ولا بالمكان.

مدخل:

يقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (٤)


(١) سورة الأنعام الآية ٩٠
(٢) سورة النجم الآية ٣
(٣) سورة النجم الآية ٤
(٤) سورة الذاريات الآية ٥٦