للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا الصلاة، فأخبرهم أن الله فرض عليهم زكاة من أموالهم، وترد على فقرائهم، فإن أطاعوا بها فخذ منهم، وتوق كرائم أموال الناس (١)»، يقول ابن حجر رحمه الله تعالى: (ووقعت البداءة بهما- أي بالشهادتين- لأنهما أصل الدين الذي لا يصح شيء غيرهما إلا بهما) (٢).

من هذه الآيات والأحاديث التي استعرضت تاريخ دعوة الأنبياء عليهم السلام، نستطيع أن نقرر أن الأنبياء عليهم السلام، متواطئون على دعوة الناس إلى التوحيد أولا، لا فرق بين رسول ورسول، وأن من كذب رسولا من رسل الله فهو مكذب بالرسل أجمعين، ألا ترى إلى قول الله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ} (٣) مع أنهم لم يواجهوا بهذا التكذيب إلا رسولا واحدا، هو نبي الله نوح عليه السلام. ومثل هذا قيل لقوم هود: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ} (٤) وقوم صالح: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ} (٥) هـ قوم لوط: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ} (٦) وأصحاب الأيكة: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ} (٧) مما يدل على وحدة


(١) صحيح البخاري المطبوع مع فتح الباري، دور ٣ ص٣٢٢ حديث رقم ١٤٥٨.
(٢) ابن حجر فتح الباري، جـ ٣ ص ٣٥٨.
(٣) سورة الشعراء الآية ١٠٥
(٤) سورة الشعراء الآية ١٢٣
(٥) سورة الشعراء الآية ١٤١
(٦) سورة الشعراء الآية ١٦٠
(٧) سورة الشعراء الآية ١٧٦