للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد مطلقا فتأمل في الدفع (١).

وقال أيضا على قوله: " وفي الاستحسان تجب القسامة والدية على أهل المحلة؛؛ لأنه لا فصل في إطلاق النصوص بين دعوى ودعوى فتوجيه بالنص لا بالقياس " قوله فيه بحث؛ لأنه إن أراد بإطلاق النصوص إطلاقها بحسب لفظها فهو مسلم لكن لا يجدي هنا نفعا، إذ من القواعد المقررة عندهم أن النص الوارد على خلاف القياس يختص بمورده والنصوص فيما نحن فيه واردة على خلاف القياس كما صرحوا به، فلا بد وأن تكون مخصوصة بموردها وهو ما إذا وجد القتيل في مكان ينسب إلى المدعى عليهم والمدعي يدعي القتل عليهم كما ذكر في وجه القياس وإن أراد إطلاقها بحسب المورد أيضا فهو ممنوع إذ لم يسمع في حق القسامة نص ورد فيما إذا ادعى الولي القتل على بعض أهل المحلة بعينه كما لا يخفى على من تتبع النصوص الواردة في هذا الباب (٢).

* * *

المذهب المالكي

قال الباجي: " فصل ": وقوله: فإن لم يجد المدعى عليه القتل من يحلف معه حلف وحده خمسين يمينا وبرئ.

وقوله: وبرئ يريد برئ من الدم وعليه جلد مائة وسجن عام قاله مالك وابن القاسم. وإن أبى أن يحلف سجن حتى يحلف وفي النوادر. وقد ذكر ابن القاسم فيه عن مالك قولا لم يصح عند غيره أن المدعى عليهم إذا ردت عليهم الأيمان فنكلوا فالعقل عليهم في مال الجارح خاصة ويقتص منه في الجرح يريد فيمن ثبت جرحه واحتيج إلى القسامة أنه من ذلك الجرح مات، وقال القاضي أبو محمد: في المدعى عليه القتل وأتى المدعون بما يوجب القسامة ونكلوا عن اليمين حلف المدعى عليه القتل وتسقط عنه الدعوى، فإن نكل ففيها روايتان:

إحداهما يحبس إلى أن يحلف. والثانية: تلزمه الدية في ماله وأراه أشار لرواية ابن القاسم. " فرع " فإذا قلنا أنه يحبس إلى أن يحلف فإن حبس وطال حبسه فقد روى القاضي أبو محمد يخلى سبيله وفي العتبية والموازية يحبس حتى يحلف قال ابن المواز: فقد اتفقوا على أن هذا إن نكل سجن أبدا حتى يحلف (٣).

* * *


(١) نتائج الأفكار في كشف الرموز والأسرار وهو تكملة فتح القدير ج٨ ص٣٨٨ - ٣٨٩.
(٢) نتائج الأفكار في كشف الرموز والأسرار وهو تكملة فتح القدير ج٨ ص٣٨٩ - ٣٩٠.
(٣) ج٦ ص٦١.