للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالاستفادة ولا حبا بالعلم للعلم، فقد قضى عن (تسعة وأربعين) عاما، وخلف ما خلف من عشرات المصنفات النافعة، منها تفسير، ومنها مقالاته الممتعة، وأبحاثه المستوفاة، وأثر في عقول كثير من الطلبة تخرجوا به، وأخذوا أحكام الحلال عنه، ودع دروس وعظه للعامة أو حلقات خاصته، ومع كل هذا كان حتى الرمق الأخير أشبه بطالب يريد أن يجوز الامتحان لنيل الشهادة العالية.

رزق الله العلامة القاسمي صفات إذا جمع بعضها لغيره، عد قريع دهره، ووحيد عصره.

فقد كان طلق اللسان، طلق المحيا، وافر المادة، وافر العقل، سريع الخاطر، سريع الكتابة.

ما اجتمع به أحد إلا تمنى لو طال بحديثه استمتاعه؛ ليزيد في الأخذ عنه، والاغتراف من بحر علمه.

وبينما ترى القاسمي على قدم السلف الصالح، عالما كبيرا بين الفقهاء، والأصوليين، والمحدثين، والمفسرين، إذا هو من المختصين بالأدب.

وبينما تراه يؤلف إذا بك تراه يواظب على التدريس لطلبته، أو وعظه المستمعين في دروسه وخطبه.

ومع كل هذه الأعمال تراه يهش ويبش كل ساعة، ويفسح من وقته شطرا ليغشى مجلسه أخلاؤه وطلاب الفوائد منه.

ويصف محمد رشيد رضا - القاسمي - فيقول: (كان من أكمل ما رأيت في أخلاقه وآدابه وشمائله، غضيض الطرف، خافض الصوت، كثير الإطراق، خفيف الروح، دائم التبسم).

اتهمه خصومه -فيما اتهموه- بالوهابية، فلم" يأبه لهم، ولا لاتهامهم؛ لأنه يعرف أن ما اتهموه به ما هو إلا منهج ا! لسلف الصالح،