للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو القول الآخر) (١).

القول الثاني: أنها تكون يوم القيامة بعد قيام الناس من القبور، والأدلة على هذا كثيرة سنذكر منها ما يؤيد رجاحة هذا القول وأن أهوال القيامة تحصل جميعها يوم القيامة عندما يقوم الناس جميعا من قبورهم.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «"يقول

الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم، فيقول: لبيك ربنا وسعديك، فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار، قال: يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف - أراه قال - تسعمائة وتسعة وتسعين، فحينئذ تضع الحامل حملها، ويشيب الوليد، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد"، فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين، ومنكم واحد، ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة - فكبرنا ثم قال: - ثلث أهل الجنة - فكبرنا ثم قال: - شطر أهل الجنة" فكبرنا (٢)». وعن عمران بن حصين رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت:


(١) أضواء البيان ٥/ ٩.
(٢) رواه البخاري في صحيحه كتاب التفسير سورة الحج باب ١ حديث ٤٧٤١، ورواه أحمد في المسند ٣/ ٣٢ و ٣٣، ومسلم في صحيحه كتاب الأيمان حديث ٢٢٢ وجاء في بعض الطرق للحديث عند البخاري: "أو كالرقمة في ذراع الحمار" كتاب الرقاق باب ٤٦ حديث ٦٥٣٠.
(٣) رواه الترمذي في كتاب التفسير سورة الحج باب ٢٣ حديث ٣١٦٨ وقال: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه الإمام أحمد في المسند ٤/ ٤٣٥.