للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالله عز وجل خلق الخلق: الجن والإنس ليعبدوه وحده لا شريك له، وأرسل الرسل عليهم الصلاة والسلام لبيان هذه العبادة وإيضاحها للناس.

فنصيحتي لجميع المسلمين من الذكور والإناث والعرب والعجم والجن والإنس، نصيحتي للجميع أن يتفهموا هذه العبادة ويتبصروا فيها، وأن يلتزموا بها ويعملوا بها جملة وتفصيلا، وأن يحذروا الغفلة عنها والإعراض عنها، فإن الإعراض والغفلة من صفات الكفرة قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ} (١)، وقال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا} (٢) فليس هناك أظلم ممن أعرض عن آيات الله، وعما خلق له من طاعته وعبادته.

فالنصيحة لجميع المسلمين: التفقه في هذه العبادة والتبصر بها ومعرفتها من طريق الكتاب والسنة، أي من طريق القرآن العظيم، ومن طريق أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة، ثم القيام بها علما وعملا. وهكذا النصح لجميع المكلفين من غير المسلمين في جميع الأرض بأن يدخلوا في الإسلام، وأن يعرفوا هذه العبادة ويتفقهوا فيها من طريق القرآن العظيم، ومن طريق السنة الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.

هذا هو الواجب على جميع المكلفين من الإنس والجن، من الكفرة والمسلمين، من اليهود والنصارى والوثنيين


(١) سورة الأحقاف الآية ٣
(٢) سورة الكهف الآية ٥٧