للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغيرهم. الواجب على جميع المكلفين من الجن والإنس، أن يعبدوا الله وأن يدخلوا في الإسلام، وأن يلتزموا بالدين الذي بعث الله به نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام؛ لأن الله بعثه إلى الناس جميعا جنهم وإنسهم، عربهم وعجمهم، ذكورهم وإناثهم، قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} (١)، وقال عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} (٢)، وقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (٣).

فجميع العالمين من جن وإنس ومن عرب وعجم ومن كفار ومسلمين، يجب على أهل العلم دعوتهم، فمن قبل الدعوة واستقام عليها حصلت له السعادة والرحمة الكاملة، والهداية المطلقة، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، ومن أعرض عنها واستكبر فله الخيبة والندامة والعاقبة الوخيمة والعذاب الأليم يوم القيامة، وهذه العبادة التي خلق الثقلان لأجلها هي الحكمة في خلق الجن والإنس، وهي الإسلام المذكور في قوله جل وعلا: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (٤)، فالإسلام هو دين الله الذي بعث الله نبيه عليه الصلاة والسلام لتبليغه، وهو الدين المذكور في قوله سبحانه:


(١) سورة الأعراف الآية ١٥٨
(٢) سورة سبأ الآية ٢٨
(٣) سورة الأنبياء الآية ١٠٧
(٤) سورة آل عمران الآية ١٩