للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دينه بالإيمان، فقال سبحانه وتعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} (١)، وقال: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (٢)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله - يعني مع الشهادة بأن محمدا رسول الله - وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان (٣)».

فدين الله هو الإيمان، وهو الإسلام، وهو الهدى، وهو التقوى، وهو البر؛ كما تقدم بيان ذلك، فعليك أن تنتبه لهذا، وعليك أن تحذر أن يشتبه عليك هذا الأمر، وأن تظنه اختلافا يغير المعنى، فليس الأمر كذلك؛ بل هو شيء واحد تنوعت عنه العبارات بحسب المعاني، فإن دين الله الذي بعث به الرسل عليهم الصلاة والسلام وبعث به خاتمهم محمدا صلى الله عليه وسلم هو الإسلام، وهو الإيمان، وهو الهدى، وهو البر والتقوى، وهو الإيمان والعمل الصالح فافهم هذا جيدا.

فالنصيحة لكل مؤمن ولكل مسلم، بل لجميع المكلفين في الدنيا أن يتفقهوا في هذا الأمر، وأن يتبصروا، وأن يلزموا هذا الدين ويستقيموا عليه حتى الموت، فهو طريق النجاة، وهو طريق السعادة، وهو طريق النصر، فمن أراد النجاة فعليه بهذا الدين، ومن أراد النصر في الدنيا والعزة في الآخرة فعليه بهذا الدين، ومن أراد الجنة فعليه بهذا الدين، ومن أراد الأمن في الدنيا والسعادة في الآخرة فعليه بهذا الدين، وأن يلتزم به.


(١) سورة التوبة الآية ٧٢
(٢) سورة الروم الآية ٤٧
(٣) صحيح البخاري الإيمان (٩)، صحيح مسلم الإيمان (٣٥)، سنن الترمذي الإيمان (٢٦١٤)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (٥٠٠٥)، سنن أبو داود السنة (٤٦٧٦)، سنن ابن ماجه المقدمة (٥٧)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٤١٤).