للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مستويات مختلفة من الدخل. . وبمعنى آخر فإن الميل للادخار يكون العادة مستقرا. ولا تستطيع الاحتفاظ بالمستويات المختلفة من الدخل، إلا إذا كان الاستثمار مساويا للادخار. أما إذا نقص حجم الاستثمار عن حجم الادخار - أي جزء من الكميات المدخرة، لم تأخذ طريقها نحو الاستثمار - فإن المجتمع لن يستفيد من هذا الادخار مما يعمل على هبوط مستوى الدخل.

ويتعذر الادخار ما دامت الدخول الفردية منخفضة جدا؛ كما أن ندرة الادخار تقف بالدخول تحت مستويات منخفضة جدا. وهذا هو الواقع المؤلم لكثير من الدول النامية، وهي الآن تحاول جاهدة أن تنتشل نفسها من هذه الدائرة، وقبل اكتشاف البترول كانت بلادنا تعيش ضمن هذه الدائرة الخبيثة المفرغة. فالبلاد بطولها وعرضها، وبمعظم قطاعاتها الاقتصادية كانت تعيش على الكفاف. فالدخول محدودة ومستواها منخفض جدا، لا يعطي مجالا للادخار، ثم اكتشف البترول وتدفقت عائداته بكميات كبيرة.

لذلك ارتفعت متوسطات الدخول بعض الشيء، وزادت النفقات على البضائع الاستهلاكية، والمشاريع العمرانية، وأصبحت تسود المجتمع في الغالب - وخاصة في المدن الكبيرة - عادات الإسراف؛ كما أن الاستهلاك المظهري، وحب المباهات في الأفراح والولائم وإقامة العمارات الفخمة. كل ذلك استنفد أي فائض يزيد عن الحاجات اليومية.