تخطيطية للتنمية الاقتصادية وإدخال روح من الحياة والمؤسسات الحديثة إلى الاقتصاد الوطني، لكي تكسبه النشاط والقوة والحيوية. . وتبني صرحه الوطيد، ونحن اليوم على أبواب فجر جديد، والحوافز تدفعنا نحو بناء اقتصاد حديث، يختار من النظم والمؤسسات الحديثة ما يلائم مجتمعنا وبيئتنا الاجتماعية والدينية، وفي نفس الوقت تسرع بنا الخطى؛ لكي ندرك الزمن الذي سبقنا، لا بد لنا والحال هذه من نظرة واقعية إلى اقتصادنا الوطني ودراسة أسسه وقواعده.
ورأس المال هو أحد العوامل الفعالة والضرورية لقيام برامج التنمية الاقتصادية. . والواقع المؤلم يبين أننا نلتهم دخلنا الكبير التهاما، ومعدل تكوين رأس المال يكاد يكون سلبيا. وللخروج من ذلك لا بد أن نعمل على إيجاد وسائل وسبل للحد من الإنفاق الاستهلاكي الذي يعم مجتمعنا، وتوليد مدخرات أهلية من تلك الدخول المتزايدة، وتعبئتها، لتأخذ دورها الفعال في عملية تكوين رأس المال. وهذا شرط أساسي لقيام وازدهار برامج التنمية الاقتصادية؛ لأن اعتمادنا على دخلنا من البترول الذي يذهب جله إلى المصروفات الجارية والضرورية، سوف يحد من مقدرتنا على توسيع وتطوير برامج التنمية الاقتصادية.
ومن بين الوسائل التي من الممكن اتباعها لخلق مدخرات أهلية، إقامة مؤسسات ادخارية؛ لتعمل على تشجيع الادخار واجتذاب المكتنزات من غياهب البلاليع؛ لإعادتها إلى تيار النشاط الاقتصادي على شكل