للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بمثابة أموال موظفة؛ لأنها تتبع الرغبة في التفاخر وحب الظهور، ولو لم تكن هذه هي الغاية المنشودة من اقتناء هذه الأموال لأمكنها أن تحقق بشكل عام رفاهية حقيقية تكلف أقل بكثير من هذا المردود النفساني، يحل محل المردود المالي الذي هو في الغالب سلبي، نظرا لسرعة هبوط قيمة الأشياء المذكورة، ولنفكر في الغرور المؤقت الذي يسببه امتلاك سيارة من آخر طراز.

٧ - إن اقتناء الذهب يعد طريقة ادخار منتشرة كثيرا في فرنسا، وفي البلاد التي تزعزعت فيها الثقة باستمرار النقد من جراء تجارب مؤسفة. والذهب بحد ذاته يماثل السراب، إذ يعده الناس رمز الثروة وكيانها الفعلي، غير أن هذا الاعتقاد مجرد وهم، ويئول بالخسارة على صاحبه؛ ذلك أن التوظيف بالذهب لا يعطي أي فائدة، فضلا عن أن قيمته الشرائية غير ثابتة في الواقع. فمنذ عام ١٩٣٤ م ظل سعر (أونصة) الذهب ٣٥ دولارا في الولايات المتحدة، في حين أن بقية الأسعار قد تضاعفت منذ ذلك التاريخ؛ ولذلك يمكن القول: إن سعر الذهب قد هبط بنسبة ٥٠ % خلال الفترة المذكورة.

٨ - تعد الودائع في المصارف وفي صناديق الادخار طريقة يسيرة، وإنما لا تدر ربحا كافيا، وأن ضمان هذه الودائع أكيد في الغالب، ولكن ضآلة معدل الفائدة الممنوحة لا تؤلف تعويضا كافيا لهبوط طاقة الشراء الناجم عن ارتفاع الأسعار.

٩ - يعد تخزين المال، أو تجميع الادخار نقدا، أو في ودائع تسحب عند الطلب الإيداع الأكثر سيولة، ذلك أن النقد بمقتضى تعريفه: هو المال الأكثر سيولة إذ يقبله أي إنسان لقاء أي سلعة أخرى. ولا تخلو هذه السيولة الكاملة من ثمن؛ إذ أن حيازة الأوراق النقدية لا تعطي فائدة ما،