للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أيضا:

قلنا في صدد الكلام على بنوك الادخار: إن اختيار إحدى الصورتين السابق بيانهما يتوقف على مدى استعداد كل بيئة للتجاوب مع مقتضيات كل من الصورتين: هل تحجم البيئة عن الادخار إذا لم تضمن فائدة معينة من البداية، أو تقبل على الادخار حتى لو كان الربح الذي سيعود عليها غير محدد المقدار من البداية؟

وظاهر مما تقدم أننا نؤثر اختيار الصورة الأولى لبعدها عن شبهة الربا. ولكن هل كل البيئات تتشابه في استعدادها للتجاوب معها؟ ألا تختلف البيئة الريفية عن البيئة الحضرية؟

ظهر من تجربة قامت بها جمهورية مصر العربية في إحدى المناطق الريفية أن الثقة المتبادلة بين بنك الادخار المحلي وبين البيئة التي يعمل فيها لها تأثير كبير في الإقبال على الصورة الأولى. والثقة أساسها المعرفة الشخصية بين الفريقين، وهذا أكثر بروزا وشيوعا في البيئات الريفية منه في البيئات الحضرية.

هذه التجربة أقامتها مؤسسة الادخار في بلدة ميت غمر والقرى المحيطة بها، فأنشأت بنك ادخار محلي لا يفرض فائدة ثابتة على مدخرات أهل هذه المنطقة، بل يشاركهم في أرباح المشروعات التي يستثمر فيها مدخراتهم عن طريقة تطبيق عقد المضاربة.

وقد تجاوبت هذه البيئة الريفية تجاوبا كاملا مع الفكرة التي تمثلها الصورة الأولى التي عرضنا لها في كلامنا على بنوك الادخار، وقد نجحت التجربة التي لم يمض عليها أكثر من سنة واحدة نجاحا لم يكن في حسبان المؤسسة التي أنشأت البنك. بحيث لو عرض البنك على المودعين