البنك أرباحا مقدارها ٣٠ جنيها، كما سدد جزءا من رأس المال. بعد ثلاثة شهور أخرى دفع الصانع أرباحا مقدارها ٤٠ جنيها وسدد جزءا من رأس المال. أي أن الألف في خلال ستة أشهر آتت للبنك أرباحا مقدارها ٧٠ جنيها، بخلاف أرباح الصانع، وله ٧٠ %، وبخلاف قدرته على تسديد جزء كبير من رأس المال.
٤ - قدم البنك لأحد مدخريه مبلغ ١٥ ألف جنيه لإقامة مصنع للطوب، المدخر عنده خبرة فنية في هذه الصناعة. الاتفاق على تقسيم أرباح المشروع بنسبة ٧٠ % للبنك و٣٠ % للصانع حقق المشروع في الشهر الأول من إقامة المصنع أرباحا مقدارها ٣٠٠ جنيه، وينتظر أن تزداد الأرباح في الشهور التالية.
٥ - قدم البنك للفلاحين قروضا صغيرة بين ١٠، ١٥ جنيها للقيام بشراء مواد خام لصناعات يدوية يباشرونها في منازلهم؛ كصناعة الحصير، وصناعة الجريد الذي يحولونه إلى أقفاص، وصناعة الغاب الذي يحولونه إلى كراسي. ويدفع الصانع أرباحا للبنك عن العشرة الجنيهات التي اقترضها مقدارها ١٥ إلى ٢٠ قرشا أسبوعيا.
وأكتفي بهذه الأمثلة عن النشاط التعاوني الذي يباشره هذا البنك الريفي تطبيقا لعقد المضاربة. ولكننا في الاستشهاد بهذه التجربة يجب أن نقرنها بالعاملين الأساسين في نجاحها، وهناك عاملان لا يمكن أن يتوافرا في جميع البيئات على السواء.
العامل الأول: هو الثقة المتبادلة بين القائمين على البنك وكلهم من أهل هذه المنطقة الريفية - وبين المدخرين من أهلها، ثقة