العامل الثاني: هو الخلق الريفي. خلق الزراع. فالزارع يلقي البذر في الأرض ولا يعلم ثمار زرعه إلا يوم الحصاد. فهو قد ألف انتظار الثمرة، ولذلك لا يجد حرجا - عندما يودع مدخراته في البنك - في انتظار النتيجة النهائية للمشروعات الاستثمارية التي يوظف البنك فيها أموال المدخرين.
هذان العاملان لا يتوافران في البيئات الحضرية، ومن أجل هذا الاعتبار اقترحنا الصورة الثانية.
فإذا كان الهدف الذي يسعى إليه مجتمع إسلامي تلبية لضرورات العصر - هو تشجيع الادخار ابتغاء تنمية رأس المال القومي الذي تتطلبه مرحلة التصنيع والتسلح، التي يجتازها المجتمع، فله الخيار بين الصورتين حسبما تهديه طبيعة البيئات المتباينة فيه (١).
(١) التوجيه التشريعي في الإسلام، من بحوث مؤتمرات مجمع البحوث الإسلامية ج ٢ ص٧٢.