للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كتابتها هذا نصها: (إن كتابة " بسم الله الرحمن الرحيم " مشروعة في أول كتب العلم والرسائل، فقد جرى على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكاتباته، واستمر على ذلك خلفاؤه وأصحابه من بعده وسار عليه الناس إلى يومنا هذا، وقد حث الله تعالى عليها في القرآن، فقال جل وعلا: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} (١) قال الزهري هي: بسم الله الرحمن الرحيم، وذلك أن الكفار كانوا يقرون بها، كما حث على كتابتها رسول الله صلى الله عليه وسلم: فروى عبد القادر الرهاوي في الأربعين من حديث أبي هريرة مرفوعا: «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم، فهو أقطع»، ورواه الخطيب في جامعه بنحوه.

فيجب تعظيم ما فيه بسم الله الرحمن الرحيم، أو أي شيء من القرآن، أو السنة؛ لقوله تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} (٢) والحرمات: امتثال الأمر من فرائضه وسننه، ومما فرضه احترام كتابه وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبسم الله الرحمن الرحيم بعض آية من القرآن في سورة النمل بإجماع العلماء، وقال تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} (٣)، والشعائر: كل شيء لله تعالى فيه أمر أشعر به وأعلم، ومن ذلك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكما يجب تعظيم ذلك فيشرع للإنسان أن يحرقه إذا دعت إليه الحاجة، كما فعل عثمان


(١) سورة الفتح الآية ٢٦
(٢) سورة الحج الآية ٣٠
(٣) سورة الحج الآية ٣٢