للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا يضرب الناس بين يديه، فلما كثروا عليه ركب (١)» وفي رواية أخرى «فإن الناس غشوه (٢)»، وروي عن ابن عباس «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طاف راكبا لشكاة به (٣)» فهذه الروايات وغيرها تدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يطف راكبا إلا لعذر وهو كثرة الناس، وشدة الزحام، فركب ليروه من بعد لئلا يقتل بعضهم بعضا من الزحام، أو أنه - صلى الله عليه وسلم - أراد تعليمهم فلا يتمكن إلا بالركوب، أو أنه كان شاكيا من التعب والإرهاق في أعمال الحج.

٢ - ولأن الصحابة رضوان الله عليهم طافوا مشاة.

٣ - ولحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: شكوت إلى النبي أني أشتكي فقال: «طوفي من وراء الناس وأنت راكبة (٤)» فدل ذلك على أن الأصل في الطواف المشي إلا لعذر، وهذا دليل واضح على أن الطواف راكبا أو محمولا لا يصح إلا من عذر، وهو تقييد للأمر المطلق في الطواف، ويرد به وبما سبق قبله على من احتج بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - طاف راكبا لغير عذر، والله أعلم.

قال الشافعي: وأكثر ما طاف رسول الله بالبيت، وبالصفا والمروة لنسكه ماشيا، فأحب إلي أن يطوف ماشيا إلا من علة (٥).

صحة طواف الحامل والمحمول:

وصور هذه المسألة: أن يحمل رجل أو امرأة وهو محرم صبيا أو مريضا


(١) صحيح مسلم بشرح النووي ٩/ ١٩.
(٢) صحيح مسلم بشرح النووي ٩/ ١٩.
(٣) مختصر سنن أبي داود ٢/ ٣٧٧.
(٤) صحيح مسلم بشرح النووي ٩/ ٢٠.
(٥) الأم ٢/ ١٤٨.