شرع الله، وعامة للأمة بعدهم، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، دعوة وتمسكا، وصدورا عنها في كل أمر ونهي؛ لأنها من أفضل الأعمال، ووظيفة أنبياء الله من قبل.
وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن كل فرد من أبناء الإسلام على ثغر من ثغور الإسلام، فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبله، كالحارس الذي يوكل إليه شيء يحفظه، فإنه يحاسب ويجازى إذا فرط فيه، أو كان سببا في نفاذ العدو عن طريقه.
وإن الإسلام علاوة على كونه امتثالا لأوامر الله جل وعلا، واتباعا لمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أداء العبادات: الفعلية، والقولية، والاعتقادية، فهو أمانة في الحرص على طلب العلم الشرعي، مع الحرص على سلامة مآخذه ومداخله، والبعد عن الأمور التي يريد الجهال وأعداء الله، وأعداء رسوله، إدخالها فيه، كما أن هذا العلم أمانة في حسن التبليغ للناس، وتبصيرهم بما أوجب الله عليهم.
فبنوا إسرائيل لما قصروا في هذا الجانب، وحولوا أوامر الله إلى رغبات شخصية، ومطامع دنيوية، عاقبهم الله، وفضحهم الله في القرآن الكريم بنماذج من أعمالهم، وما ترتب عليها من عقاب، فهي لهم ولمن عمل مثل عملهم، كما روي عن سفيان الثوري رحمه الله، في قوله:(من فسد من علماء المسلمين، ففيه شبه باليهود، معهم علم ولم يعملوا به، ومن فسد من عبادهم، ففيه شبه بالنصارى، يعبدون الله على جهل وضلال).
ومن الأعمال الكثيرة التي أبانها القرآن، نورد مثالين فقط:
المثال الأول: يقول الله - سبحانه وتعالى - في سورة آل عمران:{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}(١). فهذه الآية توضح أن سنة