للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه (١)». ومصداق ذلك من كتاب الله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} (٢)، فهو سبحانه أغنى الشركاء عن الشرك، وطيب لا يقبل من الأعمال، إلا ما كان طيبا.

وحديثنا المختصر هذا عن ابن تيمية، سيلم بشيء من هذا الجانب، لمكانته رحمه الله، ولأن أعماله الجليلة وضحت سلامتها للناس بعد وفاته، حيث وقف الخصوم ضده، وأوقعوا من المكائد والظلم والسجن والافتراء عليه، ما الله به عليم.

والمسلمون كلما عادوا إلى عقيدة الإسلام الصافية النقية، كما جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وسار عليها أصحابه من بعده، ثم السلف الصالح من هذه الأمة، كلما أدركوا فضل العلماء المخلصين، الذين سار شيخ الإسلام ابن تيمية على منهجهم في الدعوة، وترسم خطاهم في الدفاع عن حمى الإسلام، وحرصه رحمه الله في التصدي للشبهات التي يضعها المغرضون، ويتلقاها عنهم الجهلة بحماسة، ودون روية أو تبصر.

وفي عصرنا الحاضر كثر اهتمام الجامعات في البلاد الإسلامية بدراسة حياة الشيخ ابن تيمية وآثاره وجهوده الدعوية، واهتمامه الراسخ بحماية جناب التوحيد.

كما سلط الضوء على مناقبه رحمه الله، وسعة معارفه العلمية والفنون التي ألف فيها، والدفاع عنه إذ يعتبر ما ألف وألف عنه مكتبة متكاملة.

وآخر ما سمعت عن مكانته أن مؤتمرا أقيم في جامعة (بنارس) بالهند حظي بدراسات عديدة، وندوة علمية دعوية في مدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، باسم ابن تيمية، بمناسبة إنشاء مركز إسلامي للبحث والدعوة في ولاية كاليفورنيا، التي عاصمتها هذه المدينة القصية في الدنيا.


(١) صحيح مسلم الزهد والرقائق (٢٩٨٥)، سنن ابن ماجه الزهد (٤٢٠٢)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٠١).
(٢) سورة النساء الآية ٤٨