للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المجاهد ما يستطيع من حماسته، كي يؤثر فيمن حوله، تعليما وتدريسا، وتأليفا ومناظرة.

ولذا يعتبر مجموع الفتاوى الذي حرص على تجميعه وإخراجه الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله - وخرج في سبع وثلاثين مجلدا - نموذجا لآثار ابن تيمية العلمية، بما فيه من علم واسع، ومعارف متعددة، وإجابات سديدة وموفقة، وقد طبع لأول مرة بالرياض، منذ أكثر من ثلث قرن.

ولقد بلغ من متابعة العلماء لجهوده العلمية، وثنائهم على ما ترك من علوم ومعارف، تتمثل في مصنفاته، أن عجزوا عن إحصاء كتبه. .

فهذا ابن الزملكاني يقول: (ولقد أعطي ابن تيمية اليد الطولى في حسن التصنيف، وجودة العبارة، والترتيب والتقسيم والتبيين، وقد ألان الله له العلوم، كما ألان لداود الحديد) (١).

وهذا الحافظ الذهبي يقول عن مؤلفاته: (وما أبعد أن تكون تصانيف ابن تيمية إلى الآن تبلغ خمسمائة مجلد) (٢).

وهذا الشيخ ابن عبد الهادي بن قدامة يقول: (وللشيخ - رحمه الله - من المصنفات والفتاوى والقواعد والأجوبة والرسائل، وغير ذلك من الفوائد ما لا ينضبط. .).

ثم قال: (ولا أعلم أحدا من متقدمي الأئمة ولا متأخريها، جمع مثل ما جمع. . . فمن ذلك ما جمعه في تفسير القرآن العظيم، وما جمعه من أقوال مفسري السلف الذين يذكرون الأسانيد في كتبهم، وذلك في أكثر من ثلاثين مجلدا، ولو كتب كله لبلغ خمسين مجلدا، وقد بيض أصحابه بعض ذلك، وكثيرا منه لم يكتبوه)، وكان - رحمه الله - يقول: (ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير، ثم أسأل الله الفهم، وأقول: يا معلم إبراهيم، علمني، وكنت أذهب إلى


(١) تاريخ ابن الوردي، ٢/ ٤٠٦.
(٢) تاريخ ابن الوردي، ٢/ ٤٠٩، والكواكب الدرية، ص٦٥.