للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المساجد المهجورة ونحوها، وأمرغ وجهي بالتراب، وأسأل الله تعالى وأقول: يا معلم إبراهيم، فهمني) (١).

كما ذكر العلماء والباحثون في الثناء على مكانة ابن تيمية العلمية الشيء الكثير، فهذا ابن دقيق العيد -المتوفى عام ٧٠٢هـ- يقول بعد ما اجتمع بابن تيمية سنة ٧٠٠هـ في مصر: (لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلا كل العلوم بين عينيه، يأخذ ما يريد، ويدع ما يريد) (٢).

وأما ابن سيد الناس اليعمري، المتوفى عام ٧٣٤هـ فقد قال بعد أن ذكر ترجمة المزي: (وهو الذي حداني على رؤية الشيخ الإمام شيخ الإسلام تقي الدين، فألفيته ممن أدرك من العلوم حظا، وكاد يستوعب السنن والآثار حفظا. إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته، أو أفتى في الفقه فهو مدرك غايته، أو ذاكر في الحديث فهو صاحب علمه، وذو روايته (٣).

وأما الذهبي الإمام الحجة في حكمه وأقواله على الرجال وتراجمهم، المتوفى عام ٧٤٨هـ فقد أثنى كثيرا على شيخه ابن تيمية، واعتبره في مواقع كثيرة من تآليفه نابغة عصره، وفريد زمانه في سائر علوم المعرفة، ونجتزئ من كلامه الطويل عنه، وإعجابه به ما يلي: (كان ابن تيمية آية في الذكاء، وفي سرعة الإدراك، رأسا في معرفة الكتاب والسنة والاختلاف، بحرا في النقليات، هو في زمانه فريد عصره؛ علما وزهدا، وشجاعة وسخاء، وأمرا بالمعروف، ونهيا عن المنكر، وكثرة تصانيف، وقرأ وحصل، وبرع في الحديث والفقه، وتأهل للتدريس والفتوى وهو ابن سبع عشرة سنة، وتقدم في علم التفسير والأصول، وجميع علوم الإسلام أصولها وفروعها، ودقها وجلها، فإن ذكر التفسير فهو حامل لوائه، وإن عد الفقهاء فهو مجتهدهم المطلق، وإن حضر الحفاظ نطق وخرسوا، وسرد وأبلسوا، واستغنى وأفلسوا، وإن سمي المتكلمون: فهو فردهم


(١) الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية، ص٧٧، ٧٨.
(٢) الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية، ص٥٦، وتاريخ ابن الوردي، ٤/ ٤١١.
(٣) ذيل طبقات الحنابلة ٢/ ٣٩٠، ٣٩١، والكواكب الدرية، ص٥٧، ٥٨.