وهكذا لو تتبعنا مواقفه الجريئة، وحماسته للذود عن حياض الإسلام، لوجدناها بكثرتها تنبئ عن مواقف مشرفة في الدفاع عن حمى الإسلام من أن يتطاول عليه أحد، ويبرز منها ردود وافية على أصحاب المعتقدات المتطرفة، وأتباع المذاهب المخالفة لحقيقة الإسلام، وما تنطوي عليه شريعة هذا الدين، مما جعل له خصوما كثيرين، سواء من العامة أو من العلماء والفقهاء على اختلافهم، حيث كان ينقض ادعاءاتهم المريبة، ويعري مخالفاتهم لأصول الدين، ويرد بآراء قوية، لم يجرؤ مثله بالتصريح بها. وقد صدق الإمام مالك - رحمه الله - في قوله:(ما منا إلا راد ومردود عليه).