للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدفاع عن الإسلام، حيث وقف رحمه الله كالعقبة الكأداء أمام السهام المشرعة، وكافح ضد الأقوال المغرضة، حتى حصحص الحق، وأظهر الله الحجة، فقد كان ابن تيمية واحدا من المدافعين عن دين الله، وجعل الله في علمه نفعا، وفي وقته بركة. . . وكانت كتبه دليلا على ذلك، تشهد بمواقفه على مر العصور، وكر الأيام والليالي.

ولئن عاش سبعة وستين عاما من عمره، فإنه قد أوقف نفسه وعلمه، ولسانه وجهده للدفاع عن دين الإسلام ضد البدع والأهواء والجهل، ومحاربة الملل والنحل، منذ جلس مكان والده للتدريس في عام ٦٨٣هـ حتى لقي ربه. حيث أمضى خمسة وأربعين عاما في جهاد مستمر، ونضال ومكابدة: بالمناظرة والردود تارة، والمجاهدة والفتيا تارة أخرى، صابرا محتسبا. .

ويندر من الرجال من يقوم بمثل ما قام به. . إذ مهما قيل عنه فإنه لن يوفى حقه، ورغم أن تلامذته وأنصاره على تتابع الأيام ومضي العصور يدافعون أقوال المغرضين التي تحاول أن تنال من الإسلام بالنيل من الرجال المدافعين عنه، وابن تيمية واحد منهم، فإن كل ما يظهر من كتبه وآثاره العلمية، ما هو إلا قذى في عيون أصحاب البدع والأهواء، وسهام موجهة لأصحاب الملل المنتمية للإسلام، وهي تخالف جوهره، وتدعوا إلى طعن الإسلام في الصميم، في التجرؤ على العقيدة، والمساس بالأساس الذي حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعو قومه في مكة ثلاثة عشر عاما على تأصيله في القلوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله، واهتم أبو بكر الصديق رضي الله عنه عند الردة بمحاربة من لم يؤد حق هذه الشهادة.

وما أسهمت به في هذه العجالة ما هو إلا جهد المقل، في إبانة مكانة هذا الرجل، ودفاعه عن الإسلام طوال حياته، واستمرار هذا الدفاع في مؤلفاته التي بقيت مرجعا لمن يريد الدفاع عن حمى الإسلام،