للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآيات، فمن وفى فأجره على الله، ومن انتقص منهن شيئا فأدركه الله به في الدنيا، كانت عقوبته، ومن أخر إلى الآخرة فأمره إلى الله: إن شاء الله عذبه وإن شاء عفا عنه (١)».

وبما أخرجه الترمذي في جامعه، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه؛ فليقرأ هذه الآيات الثلاث (٢).

وأخرج الحاكم وابن أبي حاتم عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قال: «لما أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج إلى منى، وأنا وأبو بكر معه، فوقف صلى الله عليه وسلم على منازل القوم ومضاربهم، فسلم عليهم وردوا السلام، وكان في القوم مفروق بن عمرو، وهانئ بن قبيصة، والمثنى بن حارثة، وكان مفروق بن عمرو أغلب القوم لسانا، وأفصحهم بيانا، فالتفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: إلام تدعو يا أخا قريش؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وأن تؤوني وتنصروني وتمنعوني حتى أؤدي حق الله الذي أمرني به، فإن قريشا قد تظاهرت على أمر الله، وكذبت رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد، فقال له مفروق: وإلام تدعو أيضا يا أخا قريش؟ فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مسامعهم هذه الآيات الكريمة: إلخ الآيات، فقال له مفروق:


(١) سورة الأنعام الآية ١٥١ (١٠) {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ}
(٢) جامع الترمذي جـ ٥ رقم ٣٠٧٠، وقال: (حديث حسن غريب)
(٣) رواه الحاكم.