للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعموم الآية والحديث يتناول تحريم التسعير؛ لأنه حرام وباطل.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه «أن رجلا جاء فقال: يا رسول الله، سعر. فقال: بل أدعو. ثم جاءه رجل فقال: يا رسول الله، سعر، فقال: بل الله يخفض ويرفع، وإني لأرجو أن ألقى الله وليس لأحد عندي مظلمة (١)».

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: لو قومت يا رسول الله، قال: إني لأرجو أن أفارقكم ولا يطلبني أحد منكم بمظلمة ظلمته (٢)». وعن أنس رضي الله عنه قال: «غلا السعر في المدينة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال الناس: يا رسول الله، غلا السعر، لو سعرت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله هو المسعر، القابض الباسط الرازق، وإني لأرجو أن ألقى الله ولا يطلبني أحد بمظلمة ظلمتها إياه في دم ولا مال (٣)».

فهذه الأحاديث تفيد صراحة أن ارتفاع الأسعار وانخفاضها بيد الله تعالى، تبعا لحالات الجدب والقحط، أو الخصب في الأراضي الزراعية، مما يؤثر على حجم إنتاجها، أو نتيجة الجلب والاستيراد وعدمه، أو كثرة


(١) رواه أبو داود ج٢ ص٢٤٤، والبيهقي في السنن الكبرى ج٦ص٢٩ بلفظ مقارب.
(٢) رواه ابن ماجه ج٢ ص٧٤١، والبزار والطبراني في الأوسط.
(٣) هذا اللفظ لأبي داود ج٢ ص٢٤٤، وروي بألفاظ مختلفة في الترمذي ج٣ ص٦٠٦، وابن ماجه ج٢ ص٧٤١، وأحمد في مسنده الفتح الرباني ج١٥ ص٦٤.