للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعامة هذه الأعمال المحكية عن النصارى وغيرها مما لم يحك قد زينها الشيطان لكثير ممن يدعي الإسلام، وجعل لها في قلوبهم مكانة وحسن ظن.

وزادوا في بعض ذلك ونقصوا وقدموا وأخروا. وكلما خصت به هذه الأيام من أفعالهم وغيرها فليس للمسلم أن يشابههم، لا في أصله ولا في وصفه.

ومن ذلك أيضا: أنهم ينكتون (١) بالحمرة دوابهم ويصطنعون الأطعمة التي لا تكاد [٣ / ب] تفعل في عيد الله ورسوله (٢) ويتهادون الهدايا التي تكون في (٣) مواسم الحج، وعامتهم قد نسوا أصل ذلك، وبقي عادة مطردة، وهذا كله تصديق قول (٤) النبي صلى الله عليه وسلم: «لتتبعن سنن من كان قبلكم (٥)».

وإذا كانت (٦) المشابهة في القليل ذريعة ووسيلة إلى بعض هذه القبائح كانت محرمة. فكيف إذا أفضت إلى ما هو كفر بالله: من التبرك بالصليب، والتعمد في ماء المعمودية، أو قول القائل: المعبود (٧) واحد وإن كانت


(١) يلونون ويزينون.
(٢) وهما: عيد الفطر وعيد الأضحى، كما في حديث أنس المتقدم.
(٣) (ب) في مثل.
(٤) (ب) لقول.
(٥) أخرجه البخاري في "الصحيح" رقم (٣٤٥٦) ومسلم في "الصحيح" رقم (٢٦٦٩) وأحمد في "المسند" (٣/ ٨٤ - ٨٩ - ٩٤)، من حديث أبي سعيد الخدري.
(٦) (ب): كان.
(٧) الأصل: العمود. تحريف.