للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبحانه على ذلك المعرفة والجنة، والرضا والكرامة، لماذا؟ لأن العبد إذا استقام قلبه على الإخلاص لله ومحبته والإيمان به وخشيته والتوكل عليه ومراقبته في جميع الأحوال، إذا استقام قلب العبد على هذا سارع إلى أوامر الله، وتقبل توجيه ربه وتوجيه رسوله - عليه الصلاة والسلام - بكل انشراح وبكل رضى وبكل طمأنينة من دون قلق ولا ضعف، بل يستقبل ذلك بقوة وارتياح وانبساط، كما قال - جل وعلا -: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} (١)، يحثهم سبحانه في هذا على أن يخشوه - جل وعلا - ويعظموه ويراقبوه، وقال - عز وجل -: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} (٢)، وقال - عز وجل -: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} (٣) {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} (٤)، وقال - عز وجل -: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (٥)، وقال - عز وجل -: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (٦). وكل هذه آيات مكية يوجه الله بها العباد إلى الإخلاص له والإيمان به وخشيته ورجائه سبحانه وتعالى، ويقول الله - عز وجل -: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (٧)، ويقول - جل وعلا -: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (٨)، ويقول سبحانه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (٩)، ففي هذه


(١) سورة الملك الآية ١٢
(٢) سورة الرحمن الآية ٤٦
(٣) سورة الزمر الآية ٢
(٤) سورة الزمر الآية ٣
(٥) سورة غافر الآية ١٤
(٦) سورة الكهف الآية ١١٠
(٧) سورة المائدة الآية ٢٣
(٨) سورة المائدة الآية ٥٤
(٩) سورة آل عمران الآية ٣١