للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مفتاحا للصلاة التي هي أعظم عبادة وأكبر عبادة بعد الشهادتين، وشرع لهم الصلاة في أوقات معينة خمسة، وكانت في الأصل خمسين، فالله - جل وعلا - قد لطف بعباده ويسر ورحم فجعلها خمسا بدل خمسين، وكتب لهم سبحانه أجر الخمسين، وجعلها في أوقات متعددة حتى لا يغفل العبد عن ذكر ربه وحتى لا ينسى ربه. الفجر في أول النهار بعد قيامه من النوم، وعند فراغ قلبه يقبل على آيات الله وسماعها ويستمع للإمام في صلاة الفجر وهو يقرأ جهرا وينتفع بذلك، ويبدأ نهاره بذكر الله وطاعته سبحانه وتعالى فيكون في هذا عون له على ملاحظة حق الله، وعلى تعظيم حرمات الله في صحوته، وفي أعماله، وفي بيعه وشرائه وغير ذلك، ثم يجيء وقت الظهر فيعود إلى الصلاة، وإلى الذكر، وإلى العبادة، وإن كان هناك غفلة زالت بعوده إلى هذه العبادة، ثم كذلك العصر بينما هو قد اشتغل بأعمال داخلية أو خارجية فإذا الوقت الآخر قد حضر فينتبه ويرجع إلى ذكر الله وطاعته - عز وجل -، ثم يأتي المغرب، ثم يأتي العشاء فلا يزال في عبادة وذكر، فيما بين وقت وآخر يذكر فيها ربه، ويحاسب فيها نفسه ويجاهدها لله، ويتقرب إليه بالأعمال التي يحبها الله - سبحانه وتعالى -، وشرع له مع ذلك عبادات أخرى بين هذه الأوقات، كصلاة الضحى وراتبة الظهر والمغرب والعشاء، والتهجد بالليل، إلى أنواع من العبادات، والصلاة، والأذكار، والاستغفار، والدعاء، تذكره بالله وتعينه على طاعته وذكره سبحانه وتعالى.

هذا كله من فضله - جل وعلا - وعظيم إحسانه، ثم جعل تعالى لهذه الصلاة نداء عظيما على رءوس الأشهاد ليتضمن تعظيم الله سبحانه بالتكبير والشهادة له بالوحدانية ولنبيه بالرسالة، وفيه الدعوة إلى هذه الصلاة بقوله: حي على الصلاة