للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على الوجه الذي شرعه الله، لا تتبع هواك ولا تقف عند حظك.

ومما يتعلق بما تقدم قول النبي - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب (١)» فأخبر - عليه الصلاة والسلام - أن صلاح العبد بصلاح قلبه فمتى صلح قلبه استقام العبد مع الله - عز وجل - ومع العباد، ومتى خبث القلب وفسد؛ خبث العبد وفسدت حاله، وهذا يبين لنا ما تقدم من أن هذه الشريعة عنيت عناية عظيمة بأسباب إصلاح القلوب. وقال - عليه الصلاة والسلام -: «إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم (٢)» فبين - عليه الصلاة والسلام - أن موضع النظر من ربنا - عز وجل - القلب والعمل، أما مالك وبدنك فلا قيمة لهما وليسا محل النظر إلا إذا استعملت مالك وبدنك في طاعة ربك، وإنما محل النظر قلبك وعملك، فإذا استقام قلبك على محبة الله وخشيته ومراقبته والإخلاص له استقامت أعمالك واستقام أمرك، وإن كانت الأخرى فسدت حالك وفسد عملك ولا حول ولا قوة إلا بالله.


(١) صحيح البخاري الإيمان (٥٢)، صحيح مسلم المساقاة (١٥٩٩)، سنن الترمذي البيوع (١٢٠٥)، سنن النسائي البيوع (٤٤٥٣)، سنن أبو داود البيوع (٣٣٢٩)، سنن ابن ماجه الفتن (٣٩٨٤)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٢٧٠)، سنن الدارمي البيوع (٢٥٣١).
(٢) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٦٤)، سنن أبو داود البيوع (٣٤٤٣).