للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعني: قاطع رحم، وقال - جل وعلا - في كتابه العظيم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} (١) {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} (٢)، وفي الحديث أيضا: «من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله، فليصل رحمه (٣)» وهكذا شرع العلاقات الطيبة بين المسلمين في جميع المعاملات، فجعلهم إخوة يتحابون في الله، ويتعاونون على الخير في جميع المجالات. وهذه أعظم صلة وأعظم رابطة بين المسلمين، الرابطة الإسلامية والأخوة الإيمانية، وهي أعظم رابطة، وهي فوق رابطة القرابة والصداقات وكل رابطة بين الناس، فالرابطة الإسلامية والأخوة بين المسلمين فوقها، فالله - سبحانه وتعالى - جعل المسلمين فيما بينهم إخوة وأوجب عليهم أن يحب بعضهم لبعض الخير، ويكره له الشر، وأن يكونوا فيما بينهم متحابين متناصحين متعاونين حتى يكونوا كتلة واحدة، وجماعة واحدة، وصفا واحدا، وأمة واحدة: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} (٤)، ويقول - جل وعلا -: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (٥)، ويقول - عز وجل -: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (٦)، فيأمرهم بالاجتماع والاعتصام بحبل الله: وهو دينه سبحانه. ويقول - عز وجل -: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (٧).


(١) سورة محمد الآية ٢٢
(٢) سورة محمد الآية ٢٣
(٣) صحيح البخاري الحدود (٦٧٧٨)، صحيح مسلم الحدود (١٧٠٧)، سنن أبو داود الحدود (٤٤٨٦)، سنن ابن ماجه الحدود (٢٥٦٩)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ١٣٠).
(٤) سورة الأنبياء الآية ٩٢
(٥) سورة التوبة الآية ٧١
(٦) سورة آل عمران الآية ١٠٣
(٧) سورة المائدة الآية ٢