للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فبين سبحانه وتعالى أن الواجب على الجميع أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يكونوا أولياء لا غل بينهم، ولا حقد ولا حسد، ولا تباغض ولا تقاطع، لكن أولياء يتناصحون ويتعاونون على الخير. وهذا هو التضامن الإسلامي الذي يدعو إليه كل مسلم، وكل مخلص لدينه، وكل مؤمن، وكل محب للإسلام.

فالتضامن الإسلامي: هو التعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق، والتناصح في الله، والتكافل والتكاتف على كل ما فيه صلاح المسلمين ونجاحهم وحفظ حقوقهم وإقامة كيانهم وصيانتهم من شر أعدائهم، هذا هو التضامن، وهذا هو التعاون: أن يكون المسلمون حكومات وشعوبا متعاونين على البر والتقوى متناصحين في الله، متحابين فيه، متكاتفين على كل ما يقيم دينهم، ويحفظ كيانهم، ويوحد صفوفهم، ويجمع كلمتهم، وينصفهم من عدوهم، ويورثهم العزة والكرامة.

فبهذا الاجتماع وهذا التعاون يحميهم الله من شر أعدائهم ومكائدهم ويجعل لهم الهيبة في قلوب الأعداء لاجتماعهم على الحق وتعاونهم وتكاتفهم وتناصرهم على دين الله مخلصين لله قاصدين وجهه الكريم لا لغرض آخر، كما قال - عز وجل -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (١)، وقال - عز وجل -: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (٢) {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (٣)، فهو سبحانه وتعالى علق نصرهم وحفظهم وحمايتهم بنصرهم دينه واجتماعهم على


(١) سورة محمد الآية ٧
(٢) سورة الحج الآية ٤٠
(٣) سورة الحج الآية ٤١