للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مؤدبا في تلاوته خاشعا مخلصا قلبه لله، محكما لتلاوته متدبرا لمعانيه حسب قدرته، وألا يتشاغل عنها بغيرها، وألا يتكلف ولا يتقعر فيها، وألا يرفع صوته فوق الحاجة، وينبغي لمن حضر مجلسا يقرأ فيه القرآن أن ينصت ويستمع للقراءة ويتدبر معانيها، فلا يلغو ولا يتشاغل عنها بالحديث مع غيره ولا يشوش على القارئ ولا على الحاضرين، قال الله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (١) وقال: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (٢) {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} (٣).

ثالثا: الناس متفاوتون في أفهامهم وأفكارهم، وكل مكلف عليه أن يعرف من الدين وأحكام الشريعة بقدر ما آتاه الله من الفهم وسعة الوقت، ليعمل به نفسه ويرشد به غيره، ومن أو ما ينبغي له أن يتفهمه ويلقي إليه باله ويحضر قلبه كتاب الله سبحانه، وما عجز عن فهمه بنفسه استعان فيه بالله، ثم بالعلماء حسب طاقته وقدرته، ثم لا حرج عليه بعد ذلك، فإن الله سبحانه لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولا يمنعه من تلاوة القرآن عجزه عن فهمه بعد أن بذل وسعه، ولا يعاب بذلك لما ثبت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «الماهر في القرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران (٤)».

رابعا: يجوز للفقير أن يأخذ من الصدقات ما يسد حاجته وحاجة


(١) سورة المزمل الآية ٤
(٢) سورة الأعراف الآية ٢٠٤
(٣) سورة الأعراف الآية ٢٠٥
(٤) صحيح البخاري تفسير القرآن (٤٩٣٧)، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٧٩٨)، سنن الترمذي فضائل القرآن (٢٩٠٤)، سنن أبو داود الصلاة (١٤٥٤)، سنن ابن ماجه الأدب (٣٧٧٩)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ١٧٠)، سنن الدارمي فضائل القرآن (٣٣٦٨).