والآن ما الحكمة الكامنة وراء كونه - صلى الله عليه وسلم - بعث أميا، بهذه الرسالة الخاتمة؟ إن هناك حكما كثيرة ولا شك، تبعثها الأجواء العامة، التي تشعها النصوص المتحدثة عن أميته - صلى الله عليه وسلم -، في نفس مستطلعها.
ونحن إن كنا لا نستطيع حصر هذه الإشعاعات، فإن بإمكاننا أن نسجل ما برز - واضحا جليا - منها:
١ - المبالغة في توكيد ظاهرة جريان المعجزة على يديه - صلى الله عليه وسلم -، فهو مع كونه رجلا أميا، لا يجيد كتابة، ولا يقرأ مكتوبا، ولم يسبق له طيلة حياته أن قرأ كتابا مسطورا، فقد جاء بما أعجز كافة العرب - بل كافة البشر أجمعين - عن أن يأتوا بشيء من مثل ما أتاهم به، والمعجزة الباهرة لا تزال مستمرة شاخصة قائمة، ومع استمرارها يستمر العجز البشري - حيالها - ماثلا، لا يتقدم - قيد أنملة - أو يتزحزح