واشتغال عما يعني الناس وما لا بد له منه، وربما وقع فيه الغلط والاختلاف.
وكذلك كون الشمس حاذت البرج الفلاني أو الفلاني، هذا أمر لا يدرك بالأبصار، وإنما يدرك بالحساب الخفي الخاص المشكل، الذي قد يغلط فيه، وإنما يعلم ذلك بالإحساس تقريبا، فظهر أنه ليس للمواقيت حد ظاهر عام المعرفة إلا الهلال).
وبعد أن تناول عادات الأمم في معرفة شهورها وسنيها، قال:(فالذي جاءت به شريعتنا أكمل الأمور؛ لأنه وقت الشهر بأمر طبيعي ظاهر عام يدرك بالأبصار، فلا يضل أحد عن دينه، ولا يشغله مراعاته عن شيء من مصالحه، ولا يدخل بسببه فيما لا يعنيه، ولا يكون طريقا إلى التلبيس في دين الله، كما يفعل علماء أهل الملل بمللهم).
وقد رد الشيخ عبد العزيز بن باز على من قال بقول الفلكيين، بأن كسوف الشمس لا يكون إلا في آخر الشهر، في ليالي استسرار القمر، وأنه يمكن الاستدلال بذلك على تحديد بداية الشهر، من غير الاعتماد على رؤية الهلال، فقال:
(أما قول الفلكيين إن كسوف الشمس لا يكون إلا في آخر الشهر، في ليالي استسرار القمر، فليس عليه دليل يعتمد عليه، ويسوغ من أجله أن تخالف الأحاديث الثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد صرح جمع من أهل العلم، بأن كسوف الشمس يمكن وقوعه