ذلك - في غبش وتشويش، لا نجني - من ورائه - حصادا. إلا تبلبلا في الأفكار، واختلاطا في التصورات، وغوغائية في الثقافة والفكر.
إننا نحارب (الجهل) بكل صوره وأشكاله، إلا أننا لا نحارب. (الأمية)؛ لأن (الجهل) مسبة وتخلف وانحطاط، وقصور عن مواكبة الجهد الساعي للبشرية، بل تدمير له ونسف وتحطيم.
أما (الأمية) فإن أمرها مختلف، بل إن فيها ما هو جد مشرق وساطع وحميد. وهل هناك أحمد من الانتساب إلى (النبي الأمي) محمد - صلى الله عليه وسلم -، الذي بعث هدى ورحمة للعالمين؟
أم هل هناك ما هو أفخر من الانتساب إلى (الأمة الأمية) أمة الإسلام، التي كانت خير أمة أخرجت للناس؟
هل هناك ما يمنع من الانتساب إلى (العرب). الذي حملوا راية الإسلام، وكانوا - على مدار التاريخ - مادته الأولى، وعنصره الأساس، ودعامته الكبرى؟
أم أن الانتساب إلى (أم الكتاب) أو (أم القرى) فيه ما ينقص ويشين؟
هل في الانتساب إلى الفطرة السليمة والطبيعة المحمودة، التي فطر الله الناس عليها ما يغض ويؤذي ويضير؟
أم أن في اعتماد هذه الأمة المسلمة في حفظ كتابها على قوة حافظتها وانقداح ذاكرتها وتوقد قريحتها. أو اعتمادها في تحديد أحكام صومها وفطرها وحجها وكفاراتها على مجرد الرؤية السهلة الميسرة للكافة، بدل الخوض في غمار علم حساب النجوم الشائك